أن امتلاك الأطفال دون عمر 16 عاما لحسابات في مواقع التواصل يعرضهم وأسرهم لانتهاك الخصوصية بالإضافة إلى مخاطر أخرى منها الابتزاز، وكذلك إمكانية انحرافهم سلوكيا وفكريا.
مخاوف الخبير التقني منتشرة في العالم بشكل عام، ولكنه يرى أننا في المملكة بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام نـحظى بطبيعة اجتماعية منفردة كوننا نعيش في مجتمعات مسلمة لديها مبادئ تختلف عن الآخرين، قائلا إن المعيار العمري بالنسبة لأطفالنا ودخولهم إلى عالم التواصل الاجتماعي يجب أن يبدأ بعد عمر 16 عاما، وذلك على خلاف ما هو موجود في بعض التطبيقات مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«إنستجرام» التي تطلب عادة أن يكون عمر المشترك أكبر من 13 عاما.
تهاون الآباء
يرى الخبير أبو إبراهيم أن عالم التواصل الاجتماعي كأي عالم آخر لديه سلبياته وإيجابياته، ولكن الحذر مهم في مثل هذه المواقع، ومما يثير الاستغراب أن بعض الآباء والأمهات يقومون بفتح حسابات لأطفالهم وهم لم يتجاوزوا السابعة من أعمارهم وبدون أي رقابة.
وأضاف: هنا تكمن الخطورة، ففي هذا العالم الافتراضي قد يشاهد الطفل محتويات غير لائقة لا تتناسب مع عمره، الأمر الذي يدخله في دوامة التفكير وبالتالي الإدمان على مثل هذه المحتويات.
وتابع: الأمر لا يقف عند هذا الحد بل يصل إلى إمكانية تأثر الطفل بالعديد من الأفكار والمعتقدات التي يمكن أن تجعل سلوكه عدوانيا، ومنها التأثر بالفكر المتطرف، ومشاهدة الصور والمقاطع الخليعة التي بالتأكيد ستجعله منحرفا.
وشدد المهندس خالد على ضرورة التقيد بشروط مواقع التواصل الاجتماعي في عدم فتح حسابات للأطفال بشكل مستقل، وعمل الإعدادات اللازمة للأنظمة والتطبيقات.
منع الإنترنت ليس الحل
خالف المستشار الأسري والتربوي الدكتور أحمد النجار الكثير من النصائح التي يتداولها الآباء حول منع الإنترنت عن أطفالهم، قائلا إن ذلك لا يعد حلا، خصوصا في زمن الإنترنت، ولكن يمكن وضع بعض الإجراءات التي من شأنها أن تضمن سلامة الطفل وعائلته من بعض المحتويات الموجودة في الكثير من المواقع.
وأضاف: «الإنترنت سلاحُ ذو حدّين، فيه ما يفيد مثل العلم والدين والثقافة والفن، ويمكن للأطفال الاستفادة من بعض الحسابات المعروفة بنزاهتها وموضوعيتها في مواقع التواصل للحصول على المعلومات. الأمر الآخر هناك الكثير من المواقع التي تقدم أنواعا جيدة ومفيدة من الألعاب ولا تشبه الألعاب المحرضة على العدوانية أو التطرف». في الجانب الآخر، كل ما يخالف ما ذكرت في السابق موجود في الإنترنت، فهناك مواقع تدعو إلى الكفر أو الإرهاب أو الإباحية، وهي مواقع بلا شك هدامة للمجتمع، وهنا ينبغي أن يمنع الطفل من الدخول إليها.
نوافذ لانتهاك الخصوصية
يعتبر الأطفال، حسب النجار، نوافذ لانتهاك الخصوصية في المنازل، إذ إنهم قليلو خبرة ولا يحسنون التصرف دائما مع المواقف التي يتعرضون فيها للابتزاز أو خلافه. ولذلك يجب ألا يدخلوا إلى مواقع التواصل على وجه التحديد إلا بعد تخطيهم مرحلة عمرية معينة تضمن سلامتهم وعدم تصديقهم كل من يحاول أن يستغلهم أو يستغل ضعفهم.
وأضاف: هناك من يتعرفون على الأطفال في مواقع التواصل ويوهمونهم بأنهم من أقرانهم وهذا ليس صحيحا، الأمر الذي يدفع المجرمين وراء أجهزة الهواتف المحمولة إلى طلب معلومات خاصة من الأطفال وتصويرها، وسرقة البيانات البنكية الخاصة بالآباء وغيرها من الأمور الأخرى، ومنها ما هو غير أخلاقي.
وأكد أن بعض المجرمين الإلكترونيين يحاول استغلال الأطفال في أكثر من مسألة لعل أهمها محاولة تغيير أفكارهم الدينية والاجتماعية، وبالتالي زرع بذرة التطرف والتشدد فيهم، أو جعلهم يشكون في دينهم من خلال معلومات تشكك في الدين الإسلامي الحنيف، الأمر الذي يجعل الأطفال عرضة للإلحاد. ولا ننسى أيضا إمكانية تعرض بعض حسابات الأطفال الموجودة في مواقع التواصل إلى القرصنة عبر «الهاكرز»، الأمر الذي يجعلهم في موقف ضعيف جدا وعرضة للابتزاز الإلكتروني.
حماية الخصوصية
استخدام إعدادات الخصوصية الموجودة في المواقع
منع مشاهدة المحتويات العنيفة والحساسة
حماية كلمات المرور وتقويتها وتغييرها باستمرار
تحميل تطبيقات جيدة لحماية الأجهزة من الاختراق
مراقبة الوالدين المستمرة لأجهزة أطفالهم ومشاهدة التطبيقات التي يحملونها
استخدام الإعدادات الخاصة بالتحكم الأبوي في كل من:
تطبيقات التصفح
تطبيقات الفيديو مثل «يوتيوب»
تطبيقات المحادثات مثل «سكايب» وغيره
البريد الإلكتروني